مرحلة الصبا في نظر الأدباء

 حول أبيات الشاعر محمذن بن السالم الحسني الخالدة التي طالعها :

"تضاحك الركب لما أن طربي == أو ان بدا من روابي شهلة الجلم... "
مرحلة الصبا في نظر الأدباء :
إن مرحلة الصبا في نظر الأدباء لا تتقيد بزمان ولا مكان فالأديب الحق عندما تتوفرله دواعي الصبا يصبو ولوكان شيخا فهو يعيش بعيدا عن دورة الزمن ولا يستكين لقهر الشيخوخة ولا عوامل التغيير ولا حسد النقاد أو ما يسمى بقيود الكتابة فهو يتفيأ ظلال الشوق ويقطن عمارات الخيال فهذا الشاعر الحسني محمذن بن السالم يطالعنا في أبياته الخالدة :
تضاحك الركب لما أن رأوا طربي أو أن بدالي من روابي شهلة الجلم
يومي إلي بعضهم بالطرف بعضهم أن قد صبا ويحكم ذا القاحل الهرم
فتضاحك الركب وإيماء الطرف وهم الشيخ كلها عوامل لا تساعد على الإبداع ولكن الشاعر يقلب الموازين عندما يتوفر من دواعي الشوق ما هو أسمى وأكبر وأعمق تأثيرا في قلبه من كل عومل كبت الحرية مجتمعة والإبداع والشوق فروابي سهلة وجلمها يقهر ان بمفردهما جيش ذلك الخناق والكبت
من مكتوب لي سنة :1423هــ.
ومن نكت شيخنا العلامة محمد سالم ابن عبد الودود"عدود"
ـ أن قول الشاعر:
لقد زاد الحياة إلي حبا == بناتي إنهن من الضعاف
وأن يعرين إن كسي الجواري == فتنبو العين عن كرم عجاف."
من باب الوصف بالمصدر، "ونعتوا بمصدر كثيرا"؛ أي: بنات كرم ونحو ذلك؛ إذلا يوجد كرم ـ بضم الراء ـ جمعا لكريمة.
ويجري على ذلك أبيات محمذن بن السالم:
تضاحك الركب لما أن رأوا طربي == أوَان بدا من روابي شهلة الجلم
ربع لأعمر إذ فيه ينازعنا == شرخ الشباب شباب منهم كرم
راجع هذه الأبيات في الشعر والشعراء (ص: 105)، وقد رواها الدكتور محمد المختار ابن اباه في ذلك الكتاب بـ"كرموا" بالماضي، ولعل رواية شيخنا محمد سالم أولى؛ لما في النعت بالمصدر من المبالغة، عكس الماضي. والله تعالى أعلم.
ونظير ما قاله الشيخ ما ورد في لسان العرب (مادة كرم): "الليث: يقال: رجل كريم، وقوم كرم، كما قالوا: أديم وأدم وعمود وعمد (.....) ابن سيده وغيره: ورجل كرم كريم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، تقول: امرأة كرم ونسوة كرم؛ لأنه وصف بالمصدر. قال سعيد بن مسحوح الشيباني، كذا ذكره السيرافي، وذكر أيضا أنه لرجل من تيم اللات بن ثعلبة اسمه عيسى، وكان يلوم في نصرة أبي بلال مرداس بن أدية، وأنه منعته الشفقة على بناته، وذكر المبرد في أخبار الخوارج أنه لأبي خالد القناني؛ فقال: ومن طريف أخبار الخوارج قول قطري بن الفجاءة المازني لأبي خالد القناني:
أبا خالد إنفر فلست بخالد == وما جعل الرحمن عذرا لقاعد
أتزعم أن الخارجي على الهدى == وأنت مقيم بين راض وجاحد
فكتب إليه أبو خالد:
لقد زاد الحياة إلي حبا == ...
ولولا ذاك قد سومت مهري == وفي الرحمن للضعفاء كاف
أبانا من لنا إن غبت عنا == وصار الحي بعدك في اختلاف؟
قال أبو منصور: والنحويون ينكرون ما قال الليث، إنما يقال: رجل كريم وقوم كرام، كما يقال: صغير وصغار وكبير وكبار. ولكن يقال: رجل كرم ورجال كرم؛ أي ذوو كرم، ونساء كرم؛ أي ذوات كرم، كما يقال: رجل عدل وقوم عدل".
وإن كان الشيخ طور هذا المعنى حين أدخله في تدريس النحو وسياقه، وطبقه على بعض أشعار الشناقطة السابقين، وأصلح به ألسن خلفهم الحاضرين. راجع تفاحة جنيه من أمالي شيخنا المرابط بن محمد سالم ابن عبد الودود النحويه "عدود" ط 1435هــ. ص: 67 ــ 71.لهذا الضعيف
وكنت كتبت إلى أستاذنا الحبيب محمد سالم ابن أعمر
"أياسالما ينمى لذي اليمن "أعمر ا"*
ويامن دنا سبل " التواصل "أعمرا
فماإن أ لفناكم ولاضمنا مدى **سوى أن تذكرناه"ربع لأعمرا"
الدكتور عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلات الباركيين بغيرهم من تاشمش / الدكتور عبد الرحمن حمدي ابن عمر

مقابر الشمال

من نوادر وفوائد زيارتي لطرف من مكتبة آل محمد بن محمد المامي بن عبد الله بن آد