.من تكرار مراقي السعود __ الحلقة الثامنة بعد الخمسين __

 




على قول العلامه سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم في معاني النص:
(نص إذا أفاد ما لا يحتمل غيرا وظاهر إن الغير احتمل
والكل من ذين له تجلـــى ويطلـق النص علــــى ما دلا
وفي كلام الوحي ... )
ذكر الشيخ سيدي عبد الله في هذين البيتين يعض معاني النص والظاهر وقد اكمل هذه المعاني او زاد فيها عالم معاصر للعلامة سيدي عبد الله هو اعجوبة الزمان الوالد الشيخ محمد المامي بن البخلري حين قال في ميزابيته:
والنص قابل مجملا وظواهرا
ومبينا مجموعها فأذابها
ورواية للمعنى يقابل إذ خلا
من مجمل ومن احتمال اغابها
ك(ونص قائله ) كذا فيعمها
نظرا لمحكي يعم خطابها ومن نصوص الشيخ المامي في الميزابية في الصلة بين النص والظاهر
(والظاهرات نصوص قدر تشارك
فاقل جمع العام كان مصابها
وقال قبل ذلك
والنص هو وظاهر ومؤول
كل ظواهر والتعاوت نابها
فللنص والظاهر اشتراك في الرجحان وفي ذلك يقول الرازي أيضا:( النص والظاهر يشتركان في الرجحان) وقد علق عليه القرافي مبينا الصلة بين الظاهر والنص بقوله:(أقول الرجحان من الامور النسبية التي لا تعقل إلا ببن راجح ومرجوح والتقدير أن النص مدلوله متعين ولا يحتمل غبره فلا رجحان حينئذ كما أن النص يصدق فيه الرجحان دون العلم لاتحاد الجهة فيه وإنما الرجحان في الظاهر خاصة لوجود الاحتمالين ويمكن الحواب عنه أن نقول إن الانسان قبل سماع اللفظ كان تجويز النقيضين عنده في كل شيء ممكنا على السواء في الاحتمالين فلما سمع اللفظ النص ترجح عنده أحدهما الذي هو مدلول النص حتى امتنع النقيض الآخر فقد صدق أصل الرجحان في النص من حيث الجملة كما صدق أصل الرجحان في خبر التوااتر في أصله ... )
وقول الشيخ محمد المامي :(ومؤول كل ظواهر ...) مثل قول القرافي:(المؤول هو الاحتمال الخفي مع الظاهر مأخوذ من المآل إما لأنه يؤول إلى الظهور بسبب الدليل العاضد .):وقد علق شارحه الشوشاوي على قوله:(إما لأنه يؤول إلى الظهور بسبب الدليل العاضد)بقوله:(يعني أن المؤول سمي مؤولا لأنه يرجع معناه إلى الظهور والرجحان بسبب الدليل العاضد أي المقوي والمرجح لإرادة ذلك المعنى... ) ثم علق الشوشاوي على قول القرافي:( وفي الاول باعتبار ما يصير إليه)بقوله :(أي وتسميته في المعنى الاول وهو كونه يؤول إلى الظهور بحسب الدليل العاضد إنما هو باعتبار الدليل العاضد وذلك وصف للشيء بوصف سيوجد فيه فيكون مجاازا لأنه وصف مستقبل ﻷن وصف الموصوف بوصف مستقبل مجاز ... ) فلعل في هذا مايبين سبب وصف الشيخ لكل من النص والمؤول بإطلاق الظاهر على كل واحد منهما والله تعلى أعلم
قول الشيخ( والتفاوت نابها) نابها:أي أتاها عدة مرات في أحايين ما ففي لسان العرب لابن منظور ما نصه (نبته نوبا وانتبته أتيته على نوب) فلعل الشيخ يعني أن النص والظاهر والمؤول تسمى ظواهر باعتبار ما يؤول إليه المؤول وحسب مراتب النص كما رأينا في كلام الشوشاوي المتقدم آنفا فهي تتفاوت بحسب الرجحان تبعا لقوة القرائن والادلة كما في قول الشيخ محمد المامي في الميزابية ايضا :(ولقد تساق إلى النصوص ظواهر..."
ومن فروع كون النص ظاهرا قول الفقهاء إن (الظاهر نص فقهي)وفي ذلك يقول العلامه محمد سالم بن المختار بن المحبوبي :(من المعلوم أن الظاهرنص فقهي كما نص عليه ابن غاز وغيره عند قول خليل :(وإن لم يقدر إلا على نية ...)إلخ وأن الظواهر إذا كثرت أفادت القطع وأما النص الذي لا يحتمل غيره فقد عز وجوده كما عزاه الشيخ محمد المامي غيرما مرة إلى ابن لب في شرح حلل ابن الخطيب ) قول الشيخ محمد سالم :(الظاهر نص فقهي كما نص عليه ابن غاز... يعني في شفاء الغليل ) فقد ورد فيه ما نصه قال ابن عرفة:(والظاهر نص فقهي )وقول الشيخ محمد سالم آنفا (وأن الظواهر إذا كثرت أفادت القطع يذكر بقول الشيخ محمد المامي ايضا (وإذا الظواهر عارضتك... " والله الموفق ونقل الشيخ محمد المامي عن ابن لب النص( يعز وجوده) ورد في طرة الميزابية عند قول الشيخ محمد المامي :(والنص عز وجوده من قبلنا...) فقد قال الشيخ في طرته هناك معلقا على قوله:( النص) (الذي لا يحتمل غيره ...) ومفهومه أنه قد يعني آونة أخرى غيره كما هنا والله تعلى أعلم
وهذه الحلقة ملخصة مما تطفلت به من شرح على ميزابية العلامة الوالد الشيخ محمد المامي وطبع تحت عنوان؛( رشف الرضاب من ذات الميزاب) فليراجع فيه ما تبقى من معاني الابيات التي اوردت هنا
فلم اشأ ان اطيل بها
والاستشهاد بالميزابية وطرتها وما عزاه الشيخ محمد المامي فيها إلى الطرر المرسومة لابن لب ونقله العلامة محمد سالم ابن المحبوبي في فتاواه من أن النص يعز وجوده....)وهذا التوسع في معنى النص والظاهر وما بينهما من التناسب لم اجده فيما بين يدي من شروح المراقي وليس كثيرا


الدكتور عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلات الباركيين بغيرهم من تاشمش / الدكتور عبد الرحمن حمدي ابن عمر

ارتباط اسمي الجد ابن عمر بن محمود والخال محمد الامين بن أحمد خرشي بتجديد رسم كنابين جليلين من كتب الشمائل والسير

مقابر الشمال