أماكن استقر بها الشيخ محمد المامي للتأليف أو شهدت بعض خوارقه

 



جال الشيخ محمد المامي في مناطق عديدة، فدخل "دَشْرِتْ الاَعْجَامْ" أيام شبابه، وشاهد بـ "جولمة" ألمان ببكر يقيم الحدود، وحادث أهل الطالب سيدي أحمد الكنتي عند مرسى "جور"، وأناخ عند ابن متالي بـ "تيلماس" وعند محنض بابه بـ"ماء الكرب"، وانتسخ منه بعض أهل العلم لازورديته بجانب منارة "وادان"، وأما تيرس فـ "ما تجبر لو اخلاط".
لكن لدى الشيخ أماكن خاصة استقر بها مدة للتأليف، أو للتدريس، أو وقعت له عندها فتوح أو مراءٍ مباركة، نحاول أن نستطرد منها هنا ما أمكن، دون ترتيب ودون ادعاء الحصر:
ـ شواطئ الحيتان (انوامغار ـ أوڱج ـ امحيجرات ...): وهي المذكورة في قوله في السلطانية:
وأستعيذ الله من حُسَّاد _ فَازوا بطيِّبَاتِ عيش البادي
توسَّدُوا من أذرع الخرائِدِ _ وقْتَ اكْتِحَالي بالدُّخان الوَاقِدِ
وانتَجَعُوا مشَاتِيَ الحَوْذَانِ _ مَشْتَايَ في شَوَاطِئِ الحِيتَانِ
ومنها: النومشان: وإلى إقامته به يشير الشيخ محمد بن أحمد مسكه، بقوله في ترجمته: "وقد مكث مرة خمس سنين عند موضع يعرف بالنومشان قرب ساحل البحر بين انواكشوط ونواذيبو، ومعه طلاب العلم".
وهو "غرد النصارى"، وقد عربه بـ "حقف النصارى"، في قوله:
وَهَل لِّي إِلَى حِقْفِ النَّصَارَى وَمَنْ بِهِ _ وَقَدْ قُطِّعَتْ أَسْبَابُهُ مُتَبَصَّرُ؟
وَلاَ تَعْدَمُ الْأَحْقَافُ مِنِّي مَوَدَّةً _ إِذَا كَانَ حِقْفٌ بَيْنَهَا مُتَنَصِّرُ
ـ فصك: وعنده ألف الميزابية، حيث يقول في تقديمه لها: (وفيه أيضا إشارة إلى شيء وقع لي قبل تأليفي في الأصول وبعد زيارتي للعالم الرباني شكرضه، نفعنا الله ببركته وبركة اسمه، وهو أني كنت مهتما بالأصول همة مهزولة كهمتي بسائر الفنون، فحصل لي إذ ذاك همة به فاجتمع عندي أحد عشر من كتب الأصول وحثتني نفسي أن أؤلِّف كتابا في الأصول أعزو فيه إلى جميع هؤلاء، فأتاني خاطر قوي نسيت حرارته وبرودته فقال: "فما فائدة تأليف في فن لا يعزو مؤلفه إلا إلى أحد عشر كتابا، كل واحد منها حين ألفه صاحبه معه في خزانة السلطان في ذلك الفن ما بين المائتين والألفين؟ وما عسى أن يبلغ هذا التأليف - وإن تطاول- من أقدام هؤلاء؟ فاشتغل بغير ذلك لِئَلّا يضيع بعض عمرك باطلا، وهو رأس المال فتحيرت، فأتاني خاطر آخر نحوه وقال: "ألف في الأصول واعز إلى مائتين أو أكثر من كتب المدن غير هؤلاء"، فقلت: "كيف لي بذلك؟" فقال: "انظر عزو هؤلاء إليها واجعلها واسطة، فإنها مشحونة من أسمائهم والعزو إليهم" ففعلت ذلك بعد الاستخارة، فسخر الله لي كثيرا من التآليف في الأصول منه "الميزابية" هـ).
يقول الشيخ محمد الخضر: (وأنه زار الكنتي جار "فَصْك" لكتب الأصول فاجتمعت له منها ليلتَه مائةٌ وعشرون وتدبرها وحفظها، ونظم "الميزابية" عنده، وما أجودها!).
ـ ابير آڱـماط: وهو المذكور في قول محمد بن هدار:
أُوَاللهِ عَظَّمْت اللَّطِيفْ ـ أُلاَهِي مـحْتَاجَه قَاع احْلِيفْ
أَلَّ عَاجبْنِي زَيْن ازْرِيفْ _ ابّير آڱـمَّاط امِرْتَابْ
عَنْدُ هَذَا الشّيخ اتَالِيفْ _ الْمِيزَابِيَّه والدَّوْلاَبْ
وقيل: هو ابير المامي. وقيل: غيره.
ـ الكهف: وهو المذكور في قوله في نظم دلائل الخيرات:
نظمته في الكهف ذا اعتلال _ أنوي مزار السبعة الرجال
وقد تحدث عنه الشيخ أحمد كوري في تقديمه لمجموع السيرة النبوية.
ـ هضب النعاج: تعريب لـ "احديبة انعاجية" بتيجريت، وبها رأى الشيخ الرؤيا المشار إليها بقوله:
مَبِيتِي لَدَى هَضْبِ النِّعَاجِ وَمَرْقَدِي _ وَلَوْ بِتُّ مُلْقًى لِلنَّدَى وَمُوَسَّدِي
رَأَيْتُ قُبَيْلَ الصُّبْحِ وَجْهَ مُحَمَّدٍ _ وَمَا بَاحَ لِي مَا قَدْ رَأَيْتُ مِنَ الْغَدِ
بَشَاشَةَ وَجْهٍ لَمْ تَرَ الْعَيْنُ مِثْلَهُ _ وَلَمْ تُغْنِ عَنْهُ الشَّمْسُ ذَرَّةَ مَفْقَدِ
طَلَبْتُ لِعَيْنِي بَعْدَهُ مَا يَسُرُّهَا _ فَمَا ظَفِرَتْ عَيْنِي بِذَاكَ وَلاَ يَدِي
ـ واد "آتوي": المذكور في قصيدته:
سَقَى اللهُ وَادًا مُعْطِشًا خَيَّمَتْ بِهِ _ مَدَارِسُ فِيهِنَّ الْعَتِيقَانِ تَرْجَمَا
ـ ومن الأماكن التي استقر بها الشيخ زمنا، وألف فيها بعض كتبه: أَتِيلَ عند "بُغبْرَه".
نفعنا الله ببركاته وبركات فتوحاته.


الأستاذ المعلوم بن المرابط السملالي، كان الله له وليا ونصيرا.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلات الباركيين بغيرهم من تاشمش / الدكتور عبد الرحمن حمدي ابن عمر

ارتباط اسمي الجد ابن عمر بن محمود والخال محمد الامين بن أحمد خرشي بتجديد رسم كنابين جليلين من كتب الشمائل والسير

مقابر الشمال