مما يناسب هذا الشهر الكريم من أدب النحافة

مما يناسب هذا الشهر الكريم

من أدب النحافة:

لحب العربي وبلائه وقساوة بيئته و"جفاء عود""ه حلت النحافة في شعر العرب مكانا لم يحلل وشغلت من وجدانهم ما لم يشغل

يعلق أبوالعباس المبرد معلقا على قول قيس بن معاذ :

ألا إنما غادرت يا أم مالك ... صدى أينما تذهب به الريح يذهب)

هذا البيت من أعجب ما قيل في النحافة.

ومما يستطرف في هذا الباب قول عمر بن أبي ربيعة:

رأت رجلاٌ أما إذا الشمس عارضت

فيضحى وأما بالعشي فيخصر

أخا سفر جواب أرض تقاذفت

به فلوات فهو أشعثٌ أغبر

قليلاٌ على ظهر المطية ظله

سوى ما نفى عنه الرداء المحبر

ومن هذا الباب قول القائل:

فأصبحت في أقصى البيوت يعدنني

بقية ما أبقين نصلاٌ يمانيا

بقية بدل من الياء في يعدنني بدل الاشتمال

تجمعن من شتى، ثلاثٌ وأربعٌ

وواحدةٌ حتى كملن ثمانيا

يعدن مريضاٌ هن هيجن ما به

ألا إنما بعض العوائد دائيا

وفي هذا الباب أشياء كثيرة تأتي في موضعها إن شاء الله تعالى، ومن الإفراط فيه قوله:

فلو أن ما أبقيت مني معلقٌ

بعود ثمام ما تأود عودها)

ا نتهى من الكامل لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد ط المكتبة العصرية بيروت ج:1،ص:221.

وفي النحافة تقول ميسون بنت بحدل متذكر ة فتيان حيها في غزل نسائي إن صح التعبير :

(وخرق من بني عمي نحيف

أحب إلي من علج عنيف )

ومنه قول القائل :

)لو ان سلمى أبصرت تخددي

ودقة في عظم ساقي ويدي

وبعد أهلي وجفاء عودي

عضت من الوجد أنامل اليد )

ومن أدب نحالة الجسم أيضا

قول طرفة :

(أنا الرحل الضرب الذي تعرفونه

خشاش كرأس الحية المتوقد ) ولذلك ينشدون في تدريس هذا الييت:

الرحل الضرب خفيف الجسم

خشاش الماضي بغير وهم

ومن أدب النحافة قول حطائط بن يعفر

لأمه وقد عاتبته على حوده :

أريني جوادا مات هزلا لعلني

أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا

ذريني أكن للمال ربا ولا يكن

لي المال ربا تحمدي غبه غدا )

وفي رواية

وقلت ولم أعيى الحواب تبيني

أكان الهزال حتف زيد وأربدا)

ومن أدبها قول عبيد بن هلال اليشكري

(إلى الله نشكو ما نرى بحيادنا

تساوك هزلى مخهن قليل

ومن أدب النحافة أيضا قول محمذ بن السالم الحسني

أميمة إن يكن خلقا ردائي "

فقد يبلى جفير الهندواني

وإن يك يا أميم الجسم خلا

فما يزرى النحول بأفعوان

وإن لم ألف ذا مال فإني

أنا الطرف المضمر للرهان.".

ومن أدب النحافة أيضا قول العلامة صلاحي بن الشيخ محمد بن المامي في أرحوزته التي طالعها :

قد فاز من أقام بالمدارس

يحيي من العلوم كل دارس...:

في وصف طلبة للعلم

نواحل الأجسام من كول السهر

وخدمة الشيخ إذا الشيخ أمر.. )

والملحوظ أن جل هذه النصوص مما يرتبط بالغزل

من مقولاتي السابقة

الدكتور عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر