من تكرار مراقي السعود __ الحلقة الواحدة والثلاثون__

 




على قول العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم
في الكتاب العزيز:
"وليس منه ما بالآحاد روي..."
هذا المبحث من اعظم المباحث لصلته بكتاب الله عز وجل والاستدراك في الكلام على راي أساطين المذهب الذي ذكر العلامة سيدي عبد الله في النشر ان الغرض عنده في هذا النظم بيانأصول مالك وسيكون الاستدراك في تعريفه ومحاولة الإضافة فيما عدد منه في موطا الامام وفي أوائل النقل عن امامنا مالك فيه وفي اختلاف اهل مذهبه ضاربين عن تطبيقاته الذكر صفحا اتكالا على ما في كتابي المطبوع الاختلافات الأصولية النقليه وأثرها في الفروع عند المالكيه واعراضا عن التطويل في مثل هذه الحلقات التي الغرض منها التنبيه على ضرورة مراجعة النصوص المحظريه وتكرارها ومحاولة تفتيحها وتنقيحها و لو "من مقصر."
تعريف القراءة الشاذة:
عرف الإمام ابن عرفة القراءة الشاذة في جواب له عنها معتبرا أنها من جهة الاصطلاح تطلق باعتبارين الأول: منهما الذي يهمنا: "كونها لم يقرأ بها أحد السبعة، وهي بلفظ فيه كلمة غير ثابتة في مصحف عثمان المجمع عليه، سواء كان معناها موافقا لما في المصحف كقراءة عمر: "فامضوا إلى ذكر الله وقد وصف الشيخ ابن عرفة هذا الإطلاق بأنه: "هو ظاهر استعمال الأصوليين والفقها ء " راجع لتعريف الامام ابن عرفة هذا نوازل البرزلي
وقد جر البحث إلى تعريف القراءة الشاذة هنا بأنها هي "هي ما ليس في مصحف عثمان من منقول آحادا على أنه قرآن
وللشيخ محمد المامي بن البخاري في طرته على الميزابيه شارحا قوله فيها:
"فاطعن بآحاد ونسخ زاعما أن حاز من رتب الدليل كتابها"
شارحا قوله:"بآحاد":(يعني أن أحد الأئمة إذا استدل بآية وأراد آخر معارضته فله أن يقدح في ذلك بكونه من قرآن الآحاد إن كان منه كأن يقول الشافعي القنوت في الصلاة مجز عن السورة في الصبح وغيرها واستدل على ذلك بكونه في مصحف ابن مسعود مترجما له بسورة الخنع والخلع ويقدح المالكي في دليله ذلك بكونه من قرآن الآحاد لا من القرآن المتواتر وهو الذي في السبع والعشر لا ما وراء العشر كخلف الأحمر وعاصم الجحدري ولا ما انفرد به أحد المصاحف عن عثمان وأعلم أن خلاف قرآن الآحاد المحرف الشكل معتبر بجعل الآية غيرها لأن التغيير مشتق من غير كما أن الرجل الغيور من لا يقبل غيره ولذلك قال أهل الحقيقة: إن الله غيور لا يقبل العبد ما دامت فيه رائحة الأغيار التي هي جمع غير ومن أراد الوقوف على قرآن الآحاد فلينظر إلى ما ورد في الصحاح والستة منه وإن عجز فلينظر ما جمعت فيه مما ورد في موطإ مالك من أوله إلى آخره وما ورد في صحيح البخاري من أوله إلى آخره وما ورد في صحيح مسلم من أوله إلى آخره وقد كفانا ذلك عياض رحمه الله في كتابه: مشارق الأنوار وجمعت ذلك في تأليف خاص على قرآن الآحاد زد فيه بعض أحكامه .) ولم أعثر على تاليف الشيخ محمد المامي هذا في جمع قرآن الآحاد وهو مما لا يزال مفقودا حسب علمي ولشيخنا العلامه اباه بن عبد الله كلام فيما ورد منه في الموطأ من القراءة الشاذة أثبته هنا وهو:قوله في كتاب البديع الذي حلى به المكتبات حلي التراقي (وقد ذكر الإمام الاستشهاد بالقراءة الشاذة في الموطأ في موضعين.) ثم ذكر شيخنا ما جاء في مسألة السعي إلى الجمعه وما جاء في مسألة قضاء رمضان. وقد كنت تطفلت على كلام شيخنا هذا فكتبت قلت ولا قول لي:لعل هناك موضعا ثالثا يفهم منه استشهاد مالك بالقراءة الشاذة وذلك لتبويبه بالصلاة الوسطى في موطئه وذكره قول عائشة رضي الله عنها بسنده:"حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن اسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة أم المؤمنين أنه قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا ثم قالت إذا بلغت هذه الآية فآذني "حفظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" وصلاة العصر "وقوموا لله قنتين" قالت عائشة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.:"فقد يكون في تبويب إمامنا مالك بالصلاة الوسطى و إيراده الحديث بعده دليلا على استشهاده به على أن الوسطى غير العصر وأنها الصبح كما هو المعروف في مذهبه والله تعالى أعلم وهذا الاستشهاد هو الذي فهمه العلامه محمد الطاهر بن عاشور حين شرح هذا الأثر في كشف المغطى
فقال

قد دلت قراءة عائشة وحفصة --- رضي الله عنهما '--- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:(والصلاة الوسطى وصلاة العصر: (صريحا أن الوسطى غير العصر فكان ذلك موذنا بأنهما تريانها الصبح لشذوذ ما سوى ذلك من الأقوال في الوسطى...) وقد أطال العلامه الطاهر بن عاشور هنا وأطاب في بيان رجحان ما ذهب إليه من جهة اللغة وفي الاستدلال لقول المالكيه في الصلاة الوسطى إنها الصبح كما نص عليه الامام خليل رحمه الله بقوله في مختصره :(وللصبح من الفجر الصادق للاسفار الاعلى وهي الوسطى ...) فليراجع كل ذلك هذا
ولعلي أتكلم في الحلقة القادمة بحول الله على النقل عن راي امامنا مالك في القراءة بالشاذ وعلى كلام بعض اساطين مذهبه في ذلك.
وكل هذا مقتطف من كتابي المطبوعين الاختلافات الاصوليه النقليه واثرها في الفروع عند المالكية ورشف الرضاب من ذات الميزاب ولله الموفق للصواب


الدكتور عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلات الباركيين بغيرهم من تاشمش / الدكتور عبد الرحمن حمدي ابن عمر

ارتباط اسمي الجد ابن عمر بن محمود والخال محمد الامين بن أحمد خرشي بتجديد رسم كنابين جليلين من كتب الشمائل والسير

مقابر الشمال