من آراء الشيخ محمد المامي في علم القواعد





تدرج رأي الشيخ محمد المامي كما أشير إليه سابقا في آخر منشورعن الشيخ أوعن مقال أستاذنا "المعلوم "فرغم أن الشيخ محمد المامي نظم في القواعد نظما سماه باسم طريف هو "صداق القواعد "ووصف فيه القواعد بأنها:"القواعد لعزها وحسنها "
لم يكن ليتردد بعد ذلك في أن علم القواعد ليس هو غاية همته ولا نهاية رميته وبالجملة فقد سجل حول الواعد خواطر اتسم جلها بروح نقدية وبصيرة نافذة منها أن القواعد :
ما انبنى عليه الفقه:
وفي ذلك يقول الشيخ في مقدمة نظم المختصر:
وبعد فالمقصود أن يستوفى *عشرة أو عشرون ألفا زحفا
تحيط بالمحيط للمختصر *وما انبنى عليه للمهتصر "
"القواعد لعزها وحسنها "
يقول الشيخ في مقدمة تظمه "صداق القواعد"
"قال عبيد ربه المقتدر *محمد بن البخاري الاشعري
....
وبعد فاعلم أنها القواعد *لعزها وحسنها قواعد
وقل مشغوف بها لأنما *غير الحرير كان يسبي الخدما..." مخطوط بحوزتنا ص:1.
القواعد المحجرة فضل الأصول:
"للشيخ محمد المامي تدرج في التأليف والاهتمام بالعلوم أيضا فمن ناظم لمختصر خليل في الفقه المالكي إلى ناظم في القواعد صداق القواعد إلى مؤلف في الأصول إلى معمل لها في نوازل العصر وقد أشار إلى هذا في عدد من كتبه ومن ذلك قوله في الميزابية في علم القواعد "أما قواعد فى المذاهب حجرت*
فضل الأصول وعطلت أسبابها
فعسى الحليب يفي ويغني الله عن *بقرات زيد أن يمن حلابها
ولما كان أخذ الفقه النفيس بإحدى آلتين وهما الجدل والقواعد، وكان فى إحداهما غنى عن الأخرى وكان جدل الأصول أفضل من القواعد لكونه عادة الصدر الأول فى قولهم "إن قواعد المذهب تمنع فضل الأصول من النظر بها فى الجزئيات "ولذلك تجد استدلال كل من الفريقين يباين استدلال الآخر ولأن التخريج على القواعد غير تخريج فى المسائل الأصولية انظر كلام ابن العربي وابن عرفة فى انقطاع مرتبة التخريج نبه على ذلك بقوله : أما إلخ. وهذا مع ألف بيت ونصف فى القواعد لصاحب الميزابية وشرحها المنجور وهي من عجيب الاتفاق.".
فمن الملاحظات البدهية أن دارس الفقه يحتاج تعليلا لما ذا كان هذا الفرع كذا وهذا مما تمده به القواعد الفقهية والأصولية ويتوصل الشيخ محمد المامي الذي كان نظم مختصر خليل في خمسمائة وسبعة آلاف بيت وألف في القواعد نظما يزيد على ألف وأربعمائة بيت وبشير الشيخ هنا إلى أن القواعد تمنع المهتم بها من النظر إلى أصول الفقه وتطبيقها على الجزئيات وهو ما تمخض عنه كتاب البادية عند الشيخ محمد المامي راجع الحلقة الثالثة من قراءة في المزابية وشرحها لهذا العبد الضعيف
القواعد سبب اشتغال عن العلم الذي به الاعتناء
يلاحظ الشيخ محمد المامي أن علم القواعد شغل جل العلماء عن الاهتمام بأصول الفقه الذي يراه الأجدر بالالتحام، والخليق بالازدحام فيقول:
"وقد منعت من اطلاق اجتهاد *قواعد في المذهب فهي داء
قد اصبح علمها سبب اشتغال *عن العلم الذي به الاعتناء "
الزحلية الديوان المطبوع 528.

الدكتور عبدالرحمن حمدى ابن عمر





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلات الباركيين بغيرهم من تاشمش / الدكتور عبد الرحمن حمدي ابن عمر

ارتباط اسمي الجد ابن عمر بن محمود والخال محمد الامين بن أحمد خرشي بتجديد رسم كنابين جليلين من كتب الشمائل والسير

مقابر الشمال