تعليق على ما كتب الشيخ عبدالرحمن حمدي عن "الشافعية"

 



لم يكن الشيخ محمد المامي وهو يحمل راية الدعوة إلى نصب الإمام ويرى ترك نصبه مخالفا للإجماع (الجمان: ص501) لينسى التنظير لتنصيبه فقهيا، حتى يوفر لمن ينصب نصوصا جاهزة.
لذلك اهتم بالأحكام السلطانية ودعا إلى معرفتها معتبرا إياها "سلاطن الأحكام"، حيث يقول:
عليك بأحكام السلاطين إنها == سلاطين أحكام ثنتها بمعطس
وقال في "السلطانية" خاتمة خليل:
وعطرت بروض لازورد == في نظمنا مسائل الماوردي
أحكام سلطان هي السوامي == لأنها سلاطن الحكام
لكن العقبة الكأداء عدم تدريس هذه الأحكام في المحاظر الأهلية:
وأما أمور بالإمام تعلقت == فغالبها في قطرنا لم يدرس
وبما أنهم "نصوا أن الأحكام السلطانية اختصت بها الشافعية" (رد الضوال: 149) وهو لم يجد في الباب إلا نصا شافعيا، فقد قام باختصاره ونظمه ـ دون الخروج عن المذهب المالكية كما أحسبني رأيت بعض الباحثين يتبناه ـ، وذلك معنى قوله:
منحت "حدوج المالكية" نظرة == وإني ببرد الشافعية مكتس
من الشرق ماوردية لم يكن لها == من الغرب مثل في ديار المقوقس
تخبر عن شأن العراق وأهله == وأخبرها عن شأن مصر وتونس
ولم يفته أن ينبه على أن المسألة ليست مطلقة ففي بعض كتب المالكية كلام عن بعض الأحكام السلطانية، يقول عن قاضي السياسة: "وكنت أحسب أنه خاص بمذهب الشافعي حتى طالعت شرح ميارة للزقاقية على القضاء فإذا هو يستند إلى الماوردي الشافعي فيه وفي غيره" (البادية: ص338).
وظل يستحضر الخلاف بين المذهبين: "ومذهب مالك أن السلطان لا يعزل بما دون الكفر من الفسق، خلافا للشافعي في أنه يعزل بالجرح، وفي ذلك أقول في اللازوردية:
وكان له حقان نصر وطاعة == على الناس ما لم يطْر جرح فيدنس" (الجمان: ص481).
وفي طرته على قوله في "فصل صيغ التقليد مطلقا":
وليس لوال أو مول بلازم مقام == عليها لكن افسى لموجس
يقول: "لعله خاص بمذهب الشافعية لقول خليل في القاضي: "وإن عين". (الديوان: ص576)
أطلق الشيخ على تلك القصيدة "القصيدة الشافعية" و"زهر الرياض اللازوردية" و "زهر الرياض الوردية" و"الرياض اللازوردية" و"اللازوردية"، واللازورد حجر كريم يؤثر عن أرسطو أن من تختم به عظم في أعين الناس، ولتلك الرمزية اختاره الشيخ لأن القصيدة في الأحكام السلطانية (تقديم د/ أحمد كوري للديوان: ص84). وفي مفاده والتشريع أطلق عليها محمد الخضر غير ما مرة "السينية".
وقد أوصل عدد أبياتها إلى ما يزيد على المائتين وشرحها، يقول في مقدمة علم التربيع معددا بعض تآليفه: "واللازوردية في اختصار الماوردي في نحو مائتي بيت مع شرحها" (ص2)، وفي المفاد (ص401/1) أن "له حاشية على مشكلها"، وأنها "عشرون بابا في مائتين وأربعين بيتا". والموجود منها في الديوان المطبوع 236 بيتا. وتوجد منها نسخة بخط المؤلف عليها تجريح.
ولعلها اشتهرت خارج نطاق محيط المؤلف ففي المفاد عن المؤلف نفسه أنه قال: "ونسخها من عندي محمد بن الحاج الواداني المحمودي بجانب مناره، وبعض أغلال شنجيط بوادان أيضا" (1/402).


الاستاذ المعلوم المرابط






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من تكرار مراقي السعود __ الحلقة الثانية بعد الستين

شكر المزيد من فضل المعيد على مآثر وتأثير الجد العالم أحمد بزيد

كلمة مختصره في حياة (العامري) الجد بارك الله بن أحمد بزيد