من تكرار مراقي السعود __ الحلقة السابعة والثلاثون ـــ
على قول العلامة سيدي عبد الله :
وما يتمم لدى الحذاق
حث على مكارم الاخلاق
منه الموافق أصول المذهب
حدي
كسلب الاعبد شريف المنصب
قوله :"المنصب..." اختلفت نسخ النشر فيما يبدو في تعليق الناظم عليها لذلك اختلف محققوها في نقلها وإن اتفقوا على نقدها ففي النسخة المطبوعة بتقديم شيخنا اباه بن عبد الله :"والمنصب كمنبر المراد به الرتبة وهو في الاصل حديد ينصب عليه القدر والاعبد جمع عبد..."وورد في نسخة مطبوعة أخرى :" :"المنصب كمنبر في المصباح يقال لفلان تنصب ـــــ هكذا في الأصل ولعلها تصحيف منصب كمسجد أي علو ورفعة المراد به الرتبة وهو في الاصل حديد ينصب عليه القدر.." فالملحوظ ان النسخة الاولى لم تذكر العزو للمصباح بينما ذكرته الثانية لذلك علق محقق شرح العلامة محمد الأمين بن احمد زيدان بما معناه إنه لم يجد ما عزى في النشر إلى المصباح فيه بل وجد فيه :"لفلان ( ( مَنْصِبٌ ) وزان مسجد أي علوّ ورفعة وفلان له ( مَنْصِبُ ) صدق يراد به المنبت و المحتد و امرأة ذات ( مَنْصِبٍ ) قيل ذات حسب و جمال و قيل ذات جمال فإن الجمال وحده علو لها و رفعة و ( المِنْصَبُ ) وزان مِقْوَد آلة من حديد يُنْصَب تحت القدر للطبخ..."
قلت وقد ورد في كتاب العين للخليل بن "أحمد مانصه:" وتقول : رجع إلى مركبه ومنصبه أي أصل منبته وحسبه..."
قلت ولعل أصل ما نظمه العلامة سيدي عبد الله في هذين البيتين قول الامام الغزالي في المستصفى وسياق كلامه عن تقسيم المصالح إلى ضرورية وجاجية وتحسينية:" الرتبة الثالثة ما لا يرجع إلى ضرورة ولا إلى حاجة ولكن يقع موقع التحسين والتزيين والتيسير للمزايا والمزائد ورعاية أحسن المناهج في العادات والمعاملات مثاله سلب العبد أهلية الشهادة مع قبول فتواه وروايته من حيث أن العبد نازل القدر والرتبة ضعيف الحال والمنزلة باستسخار المالك إياه فلا يليق بمنصبه التصدي للشهادة أما سلب ولايته فهو من مرتبة الحاجات لأن ذلك مناسب للمصلحة إذ ولاية الأطفال تستدعي استغراقا وفراغا والعبد مستغرق بالخدمة فتفويض أمر الطفل إليه إضرار بالطفل ..."
وكلام الامام أبي حامد هذا والتنبيه على الاختلاف بين نسخ النشر مما لم أره فيما بين من شروح المراقي وليس كثيرا
والله تعالى اعلم

تعليقات
إرسال تعليق