قراءة في الميزابية ـــ الحلقة السابعة ـــ
الميزابية من خلال المؤلفات الشنقيطية ـأمالي الدلالات ومجالي الاختلافات ــ للعلامة عبد الله ابن بيه أنموذجا ــ:
الدرس اليوم في رحاب هذه الأبيات التي لاتخلو من حماسة ومن شيات تحتاج للتامل والدراسة " وإذا الظواهر عارضتك فلا تكن* غرض الأسنة تتخذك نهابها وامنع تضافرها بصولة قلب * تحمي الحقائق واغتنم أسلابها* واصبر لها ذا نية وبصيرة*إن كنت تحسن في الوغى تلعابها مع وصولنا لهذا المكان من الميزابية الذي كان تعرض لها العلامة عبد الله ابن بيه في أمالي الدلالات لشرحه والاستشهاد به نراذلك فرصة للتحدث عن بعض كلام الشناقطة على الميزابية عموما ولاغتنام تلك الإفادات التي ضمنها الشيخ عبد الله أماليه في هذه الأبيات وفي غيرها من هذه القصيدة فضالتنا هي توضيح الميزابية أيان نجدها نعدل عن شرحنا وخير من نستضيفه اليوم ليشرح لنا بعض الميزابية هو صاحب الموسوعية والتخصص في الأصول العلامة عبد الله ابن بيه من خلال كتابه "أمالي الدلالات ومجالي الاختلافات "فللميزابية تأثير في الدرس الشنقيطي علينا ونحن نحاول قراءة في الميزابية أن نجمع بعض ماقاله العلماء في الميزابية فممن أثنوا العلامة المختار بن المحبوب الذي يقول في سياق كلامه عن الشيخ محمد بن عبد العزيز:منوها به وبجده الشيخ محمد المامي *وبالذي أفاد من دفين *في ذاتي الميزاب والدلفين *وبالفتوحات اللواتي حصحصا *منها لديه عد مقدار الحصى "ومن علماء الشناقطة الذين أحالوا على الميزابية :"العلامة عبد الله بن بيه :"تكرر ذلك في كتابه أمالي الدلالات ــ وسنضع كلامه بين مزدوجتين ما أمكننا ذلك لتمييزه افهو ــ حفظه الله يقول في أمالي الدلالات هذا مشيدا بالميزابية في سياق كلامه عن التعادل والترجيح وما يقدم على غيره في تلك المواضيع :"وراجع أمثلة حسنة ذكرها العلامة الشيخ محمد المامي بن البخاري في شرحه لقصيدته الجدلية الرائعة عند قوله :" بانت حقيقة مستقل مفرد * رتب تعم أسوسها أهدابها *ردف المجاز فأضمرن لمشارك* قدما تخص و أكدن آدابها... "ثم وصف تلك الأبيات بأنها "اشتملت على معان جليلة من الترجيح "راجع أمالي الدلالات وجالي الاختلافات ط دار المنهاج ص:640.وسنعود إن شاء الله لهذه الأبيات إن لم يكتف المتابعون لهذه الحلقات بمراجعتها أمالي الدلالات نفسه قبل هذه الصفحة قليلا ومن شرح الميزابية للشيخ محمد المامي أومراقي السعود وشروحه
ويقول الشيخ عبد الله بن بيه أيضافي سياق كلامه عن الإجمال ـــ الذي هو إشكال معنى اللفظ وعدم وضوحه وفي ذلك يقول الشيخ سيدي عبد الله في مراقي السعود وذو وضوح محكم والمجمل *هو الذي المراد منه يجهل " ــ :"وللإجمال ستة اسباب أجملها العلامة الشيخ محمد المامي في قوله :
" أجمل بلفظ والتصرف لاحق* شرك وتركيب وضد شابها
كالقرء مع ضر وفضل قلادة * فى البيع مهما تستبح أكسابها
وكعفو ذي عقد وتمر منبذ * مسح العمامة فافتحن أكوابها"
" أجمل بلفظ والتصرف لاحق* شرك وتركيب وضد شابها
"يعني أن للإجمال أسبابا ستة فإجمال في اللفظ كالقرء ــ هكذا في الأصل ولعل الأوضح فإجمال بالاشتراك في اللفظ ،وله يدل ذكر الشيخ عبد الله لاحقا إن شاء الله الاشتراك في التأليف .ومحل الاجمال في المشترك مالم تكن هنالك قرينة تعين المراد كما قال الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم في المراقي في كلامه :"إن يخل من قرينة فمجمل ..." هذا وللشيخ إشارات للمشترك ضمنها هذه القصيدة لاتخلو من نكت مفيدة وللإمام ابن عاشور فيه بحث نفيس تناوله فيه من حيث اللغة منشور في مقالاته إعداد وضبط: علي الرضا الحسيني، ط الدار الحسينية للكتاب 1442هــ.2001م .ص:170 ـــ ومابعجدها .
وإجمال في التصريف كقوله تعالى لا تضاروالدة بولدها "بالتركيب للمجهول أو البناء للفاعل راجع لذلك مفتاح الوصول للتلمساني ط دار الرشاد مفتاح الوصول م، س، ص:53. فالإجمال باللواحق كاختلاف الشكل والنقط كحديث فضالة بن عبيد قال :"اشتريت يوم خيبر قلادة اشتريت يوم خيبر قلادة باثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز ففصلتها فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تباع حتى تفصل"بالصاد أي يفصل الخرز عن الذهب أي حتى يكون للذهب فضل على ذهب القلادة ورواية الضاد المعجمة في "شرح معانى الآثار أما غيره فذكرها بالصاد المهملة كمسلم والنسائي والبيهقي وغيرهم " أمالي الدلالات م،س،ص:174.شرح الشيخ محمد المامي على الميزابية .وقد تبه التلمساني إلى أن مما يرجح رواية الصاد المهملة ماجاء في في بعض روايات الحديث المتقدم في أبي داود من لفظ "لاحتى تميز بينه وبينه "راجع مفتاح الوصول ص:44 ــ 45.
"والاشتراك في التأليف لا الاشتراك في الوضع ولعل مثاله "أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح "والتركيب كاحتجاج أبي حنيفة بحديث "ثمرة طيبة وماء طهور"أن فهم اجتماع الاثنين ـــ هكذا في الأصل ولعله تصحيف مطبعي صوابه "إن فهم اجتماع الاثنين والله تعالى أعلم ــ وضده وهو التفصيل لحديث العمامة "مسح على رأسه وعلى العمامة "يحتمل في وضوء واحد وفي وضوءين وهذا معنى الأمثلة في الأبيات السابقة "وقول الشيخ عبد الله آنفا التركيب أي تركيب المفصل وحديث المسح على العمامة أخرجه مسلم عن المغيرة بن شعبة بلفظ " أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين ومقدم رأسه وعلى عمامته "وراجع لأسباب الإجمال وأمثلته وتفصيلها مفتاح الوصول للتلمساني ط مكتبة الرشاد ص:42 وما بعدها إلى 47.وشرح الميزابية في الديوان المخطوط ص:48
وحديث تمرة طيبة وماء طهور أخرجه أحمد ابن أبي شيبة في مسندهما ولكن وقع عند الإمام أحمد بلفظ تمرة بدل ثمرة طيبة ورقم 3811:. "
ونعود إلى "قول الشيخ محمد المامي المتقدم وإذا الظواهر عارضتك فلا تكن..." يفيد العلامة عبد الله ابن بيه أيضا حفظه الله تضمن هذه الأبيات من الميزا بية قول الشاطبي "العمومات إذا اتحد معناها، وانتشرت في أبواب الشريعة، أو تكررت في مواطن بحسب الحاجة من غير تخصيص؛ فهي مجراة على عمومها على كل حال وإن قلنا بجواز التخصيص بالمنفصل.،والدليل على ذلك الاستقراء؛ فإن الشريعة قررت أن لا حرج علينا في الدين في مواضع كثيرة، ولم تستثن منه موضعًا ولا حالًا؛ فعده علماء الملة أصلًا مطردًا وعمومًا مرجوعًا إليه من غير استثناء ، ولا طلب مخصص ، ولا احتشام من إلزام الحكم به، ولا توقف في مقتضاه، وليس ذلك إلا لما فهموا بالتكرار والتأكيد من القصد إلى التعميم التام.
وأيضًا قررت ــ يعني الشريعة ـــ أن "لا تزر وازرة وزر أخرى " فأعملت العلماء المعنى في مجاري عمومه، ...
وعلى الجملة؛ فكل أصل تكرر تقريره وتأكد أمره وفهم ذلك من مجاري الكلام فهو مأخوذ على حسب عمومه وأكثر الأصول تكرارًا الأصول المكية؛ كالأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، والنهي عن الفحشاء والمنكر، والبغي، وأشباه ذلك.
فأما إن لم يكن العموم مكررًا ولا مؤكدًا ولا منتشرًا في أبواب الفقه؛ فالتمسك بمجرده فيه نظر؛ فلا بد من البحث عما يعارضه أو يخصصه؛ وإنما حصلت التفرقة بين الصنفين؛ لأن ما حصل فيه التكرار والتأكيد والانتشار صار ظاهره باحتفاف القرائن به إلى منزلة النص القاطع الذي لا احتمال فيه، بخلاف ما لم يكن كذلك فإنه معرض لاحتمالات؛ فيجب التوقف في القطع بمقتضاه حتى يعرض على غيره ويبحث عن وجود معارض فيه...."
."راجع الموافقات بتحقيق أبي عبيدة مشهور ط دار ابن عفان ، م:4، ص:69 ـــــ 70. ــــــ 171.وقد علق الشيخ عبد الله ابن بيه بعد نقله لهذه منشأ:"قال الشيخ محمد المامي في معنى ما قاله الشاطبي " وإذا الظواهر عارضتك فلا تكن* غرض الأسنة تتخذك نهابها وامنع تضافرها بصولة قلب * تحمي الحقائق واغتنم أسلابها* واصبر لها ذا نية وبصيرة*إن كنت تحسن في الوغى تلعابها "أمالي الدلالات م،س،ص:246 ــ247.
وفي هذا الأبيات كماذكر الشيخ محمد المامي في الشرح تلميحان لقصص وردت عن بعض الصحابة رضوان الله عيهم ستكون إن شاء الله موضوع حلقة قادمة ولانصلها بهذه الإفادات من الشيخ عبد الله حتى لايستطال الوصل ويستطيل المبتدئ على الجذل
الدكتور عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر

تعليقات
إرسال تعليق