حول قول الإمام سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم في مراقي السعود في سياق كلامه عن التخصيص بالغاية

 

"وما لتحقيق العموم فدع ==نحو "سلم هي حتى مطلع " :"يعني أن الغاية التي جيء بها لتحقيق العموم فيما قبلها ليست للتخصيص أي دع التخصيص بالغاية المذكورة لتحقيق العموم كقوله تعالى :" سلم هي حتى مطلع الفجر " كما في نثر الورود للعلامة محمد الامين الشنقطي ج:1،ص: 301. ويقول شيخ شيخي ابن عاشور في تفسير هذه الآية والمقصود من الغاية إفادة أن جميع أحيان تلك الليلة معمورة بنزول الملائكة والسلامة، فالغاية هنا مؤكدة لمدلول "ليلة" لأن الليلة قد تطلق على بعض أجزائها كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" ، أي من قام بعضها ... وجيء بحرف "حتى" لإدخال الغاية لبيان أن ليلة القدر تمتد بعد مطلع الفجر بحيث أن صلاة الفجر تعتبر واقعة في تلك الليلة لئلا يتوهم أن نهايتها كنهاية الفطر بآخر جزء من الليل، وهذا توسعة من الله في امتداد الليلة إلى ما بعد طلوع الفجر.ويستفاد من غاية تنزل الملائكة فيها، أن تلك غاية الليلة وغاية لما فيها من الأعمال الصالحة التابعة لكونها خيرا من ألف شهر، وغاية السلام فيها."

وروي عن الشعبي قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد، حتى يطلع الفجر.راجع تفسير الحافظ ابن كثير لهذه الآية ويؤكد ذلك ذكر شيخ شيخي ابن عاشورفي تفسير هذه الآية أن السلام هنا قد يكون :"بمعنى التحية والقول الحسن مراد به ثناء الملائكة على أهل ليلة القدر "ولعل مما يدل لتفسير بتسليم الملائكة مما لم أره للتفسيرين السابقين ولا في ماجاء في الآية قبلها من وصف لهذا الليلة العظيمة بأنها "تنزل الملئكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر"فقد قال شيخ شيخي ابن عاشور ابن كثير في تفسيرها أيضا " والسلام بمعنى التحية والقول الحسن مراد به ثناء الملائكة على أهل ليلة القدر "وكون السلام بمعنى التحية هو ماذكره ابن منظور في مادة "سلم "ويقول ابن كثير مفسر تنزل الملائكة هذا "أي يكثر تَنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحِلَق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له."فلنستعد للتسليم على الملائكة ولنتطيب ولنطيب أنفسنا ولنسأل الله ألا يحرمنا من هذا الخير المتناثر ف"اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني "

الدكتور عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر