من تكرارمراقي السعود الحلقة الحادية بعد الاربعين

 




على قول سيدي عبد الله في القوادح
والقلب إثبات الذي الحكم نقض
في الوصف والقدح به لا يعترض
فمنه ما صحح راي المعترض
مع ان راي الخصم فيه منتقض
ومنه ما يبطل بالتزام
او الطباق راي ذي خصام
لعل ترك تعريف القلب في مثل نص المراقي الذي لم يذكر بمعناع الاعم اي الاعتراض على الادلة الاخرى غير القياس والاقتصار على تعريف الوارد منه على القياس الذي سياق الكلام في قوادحه اولى
وهو الذي اورده شيخنا اباه بن عبد الله في تسهيل الصعود عن البيضاوي فليراجع فيه وفي المنهاج
ويشهد لهذا الاقتراح من ترك التعريف الاعم قول البرماوي
عن القلب
وهو إما الخاص بباب القياس وهو الذي تعرض له البيضاوي وغيره هنا لأن كلامهم في القياس فعرفوه ب(أن يربط المعترض خلاف قول المستدل على علته التي ذكرها إلحاقا بالأصل الذي جعله رمقيسا عليه.) وإما الأعم مما يعترض به على القياس وعلى غيره من الأدلة وهو...أن يدعي المعترض أن ما استدل به في المسألة على ذلك الوجه دليل عليه لا في غير تلك المسألة ولا من غير ذلك الوجه... ).فلينظر كل ذلك
وقد جلب اخونا العالم محمد بن دي في شرحه للمراقي فتح الباقي على قول سيدي والقدح به لا يعترض كلاما للقرافي يكاد يكون مطابقا فليراجع
ويقول ابن الحاجب في مثل ما نظم سيدي عبد الله
مقسما القلب وممثلا له (القلب قلب لتصحيح مذهبه وقلب لإبطال مذهب المستدل صريحا وقلب بالإلتزام، الأول لبث فيكون قربة بنفسه كالوقوف بعرفة فيقول الشافعي فلا يشترط فيه الصوم كالوقوف بعرفة الثاني عضو وضوء فلا يكتفى فيه بأقل ما يطلق كغيره قيقول الشافعي فلا يقدر بالربع الثالث عقد معاوضة فيصح مع الجهل بالعوض كالنكاح فيقول الشافعي فلا يشترط فيه خيار الرؤية لأن من قال بالصحة قال بخيار الرؤية فإذا انتفى الالتزام انتفى الملزوم والحق أنه نوع معارضة اشترك فيه الاصل والجامع فكان أولى بالقبول. )يقول العضد مفصلا آخر هذا الكلام ومبينا صلة القلب بقادح المعارضة(والحق أنه أي القلب وإن عد سؤالا برأسه فالحق فيه أنه بأقسامه راجع إلى المعارضة لأن المعارضة دليل يثبت به خلاف حكم المستدل والقلب كذلك إلا أنه نوع من المعارضة مخصوص فإن الاصل والجامع فيه مشترك بين قياس المستدل والمعارض وفائدة ذلك أنه يجيء الخلاف في قبوله ويكون المختار قبوله إلا أنه أولى في القبول من المعارضة المحضة لأنه أبعد من الانتقال فإن قصد هدم دليل المستدل لأدائه إلى التناقض ظاهر فيه ولأنه مانع للمستدل من الترجيح. )ولعل ابن السبكي كان فرق بين القلب والمعارضة في سياق كلامه عنها حين صورها بأنها:(إذا عارض -- أي المعترض -- بعلة أخرى تقتضي في الفرع نقيض الحكم فإن ادعى أن علة المستدل نفسها تقتضي النقيض. فذلك قلب لا معارضة... )
ولعل سيدي عبد الله نظم مثل هذا الكلام في قوله:(فمنه ما صحح راي المعترض
مع ان راي الخصم فيه منتقض
ومنه ما يبطل بالتزام
او الطباق راي ذي خصام)
وفي الرجوع إلى قوادح العضد التي ذكر الشيخ محمد المامي انه اشار في الميزابية إلى قصور شرح ابن السبكي وشروح ابن الحاجب بقوله في الميزابية:
ويتيمة ابن الحاجب احتجبت به
وبه الفتى البكري فض حجابها
والله تعالى اعلم
قلت ولا باس بمراعاة قول العلامة سيدي عبد الله في غير هذا النظم
وروح القلب بذكر الطرف
فإن ذاك من صنيع السلف بإيراد بعض الاحماض هنا مما لم ار من شروح المراقي من اتحف به
من ملح القلب ما نقله البرماوي عن بعض الشافعية معبرا عنه ب (ببعض أصحابنا) من قوله :(القلب شاهد زور كما يشهد لك يشهد عليك.. .) ولعل معاصر العلامة سيدي عبد الله الشيخ محمد المامي بن البخاري كان عقد هذا المعنى في قوله في الأريمدية في قوله في سياق تعداده للقوادح:
وقد يتاتى قلبه بيد انه
شهيد بزور عند ذي الرد جارح
و ما نظمه الشيخ محمد المامي في هذا البيت اشار له السيوطي في الكوكب الساطع فليراجع والله تعالى اعلم


الدكتورعبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من تكرار مراقي السعود __ الحلقة الثانية بعد الستين

شكر المزيد من فضل المعيد على مآثر وتأثير الجد العالم أحمد بزيد

كلمة مختصره في حياة (العامري) الجد بارك الله بن أحمد بزيد