شيخنا ( يابه بن محمادي السملالي ) والقرآن الكريم

 




أتم الشيخ يابه حفظ القرآن الكريم وهو في نحو العاشرة من عمره، على يد المقرئ محمد الأمين بن بدّو والمقرئ محمد سالم بن مختارنا القنانيين ـ رحمهما الله تعالى ـ، وتلقى عنهما رسمه وضبطه.
وحين قدم على شيخه المرابط محمد سالم بن ألما، قدمه لصلاة التراويح به، وهو في مقتبل عمره. ولم يزل هو ـ حفظه الله تعالى ـ يفعل ذلك مع تلامذته الحفاظ، يقدمهم لصلاة التراويح بالجماعة، تشجيعا لهم وتمرينا وتثبيتا للحفظ.
وقد أعاد دراسة رسم الشيخ الطالب عبد الله بعد ذلك، في السبعينات بمدينة أطار، على يد جدنا المرابط بن محمد محمود بن الحضرمي، والشيخ محمد البشير بن محمد المصطفى.
وأخذ نظم الدرر اللوامع في مقرأ الإمام نافع ونظم بصائر التالين، عن الشيخين الجليلين محمد عبد الله والمختار ابني محمد موسى. كما درس الشاطبية على الإمام بداه بن البوصيري، نحو سنة 1970م، أيام كان منتجعا في أبي الرجيمات بإينشيري. وكان كثير المصاحبة للتيسير للإمام الداني.
ومن عادته ـ حفظه الله تعالى ـ القيام بكتاب الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار، مع حسن أداء وتمعن في تدبر المعاني وتوقف عند المواعظ، كثير التثوير لإعرابه، يعجبه في ذلك الباب ما يورد العكبري في التبيان وأبو حيان في البحر المحيط، وربما وضع كتب التفسير والإعراب بين يديه خلال تلاوته، ليعود إليها.
ومن عنايته بالتدبر ما سمعته يحدث به، أنه كان في شبابه بمدينة أطار كثير الزيارة للشريف الشيخ محمد محمود بن أحمد بن الأمين فال، فكان - أي الشيخ يابه - يطلب منه الاستماع إليه ليختم عليه القرآن، قال: فكنت ربما وقفت عند الآية متدبرا لبعض معانيها، فيقول لي: ختمة ترسيخ الحفظ يطلب فيها من المواصلة ما لا يطلب لختمة التدبر.
ولم يكن يفتر عن عرضه على طلبته وكل من وجد من حفاظه، وكلما ختمه ابتدأ ختمة جديدة في سائر فتراته؛ فلا يكاد يمر عليه أسبوع دون ختمه، إلا في حالات الانشغال الشديد. وأما في شهر رمضان فلا تكاد تضبط عدد ختماته له، من كثرة ما يقرؤه، ويقول: هذا شهر القرآن.
وكان معظما لأهل القرآن، كثير الهدية لهم والتنويه بشرفهم ومنزلتهم، لا يفتر عن محادثتهم في القرآن وعلومه، وتعجبه المقابلة بين اختلاف الجهات في تسمية الأثمان وما يتعلق بخدمة القرآن رسما وضبطا.
وكان كثير الحض على حفظ القرآن الكريم وتلاوته، مواظبا على تنبيه الطلبة على آداب تلاوته وكتابته، لا يقبل منهم التفريط في ذلك ولا يرضى لهم التقصير فيه.
ومن وصاياه لتثبيت حفظ القرآن الكريم وتعهده، ما يروي أنه حدثه به المبرز الشيخ محمد بن اجه عن محمد الأمين بن محمد محمود بن السالكي، أنه قال له: القرآن لا يمسكه حافظه إلا بأربعة أرشية لثقله:
أولها: الحزب الراتب بعد كل مغرب، وبعد كل عشاء، وبعد كل صبح، إلا الجمعة ففيها الكهف ويس والدخان والصف بعد صبح الجمعة.
والرشاء الثاني: قف التهجد ليلا (خمسة أحزاب).
والثالث: خمس كل يوم عن ظهر غيب.
والرابع: يمكن أن يكون سبعا كل يوم نظرا في المصحف. ولم يضبطه عنه.
ملاحظة: مبدأ كل رشاء يخالف مبدأ غيره.

الاستاذ المعلوم لمرابط




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلات الباركيين بغيرهم من تاشمش / الدكتور عبد الرحمن حمدي ابن عمر

ارتباط اسمي الجد ابن عمر بن محمود والخال محمد الامين بن أحمد خرشي بتجديد رسم كنابين جليلين من كتب الشمائل والسير

مقابر الشمال