حياة يابه بن محمادي السملالي












التحق شيخنا يابه بن محمادي، حفظه الله تعالى، وهو في الرابعة عشر من عمره، بمحظرة شيخه المرابط محمد سالم بن ألما، رحمه الله تعالى، ومكث معه أحد عشر عاما، بدون انقطاع يذكر عن المحظرة؛ درس فيها على شيخه رفقة دولته العلامة محمذ فال بن المرابط محمد سالم، رحمه الله تعالى، المتون العلمية المقررة في المحاظر، وتوج دراسته بأخذ ورد الشاذلية عن المرابط.
ولنا استناد بعد للعمد الألى
رفعوا فكانوا يرفعون المسندا
لهم التصدر في قضيات العلا
كل لإسناد إليه تصدرا
ومنذ غادر الشيخ يابه محظرة شيخه، الذي أذن له في التدريس والفتيا وتلقين الورد، وهو يبذل وقته وجهده وماله في خدمة العلم وأهله، تدريسا وإرشادا وإفتاء وإنفاقا، حيثما حل وأقام، ولا سيما بعد استقراره بمدينة انواكشوط وتقاعده من التعليم النظامي.
لقد درست في تلك المحظرة أجيال متفرقة، أصبح بعض أفرادها أئمة وشيوخ محاظر، وتابع آخرون منها دراساتهم العليا ملتحقين بأسلاك الوظائف المختلفة، وسلك آخرون منها طرقا متعددة في الحياة.
وشكلت مكتبة تلك المحظرة معينا علميا هاما، للباحثين وطلاب مؤسسات التعليم العالي على مدى عقود، حيث وفرت لهم المراجع النادرة والمخطوطات النفيسة التي يحتاجون إليها.
وقد خدمت هذه المحظرة تآليف علماء الأمة عموما، بالنقل والتصحيح، ولا سيما تراث الشيخ محمد المامي بن البخاري، رحمه الله تعالى، فقد قدمت للطباعة، بإشراف من الشيخ يابه ومتابعته، عشرات الكتب من تآليفه القيمة، منقحة ومقابلة.
وأما الباحثون عن تعلم فروض عينهم، والمستفتون عن نوازلهم المعقدة، فلا تسل عن كثرة توافدهم على هذه المحظرة المباركة.
حفظ الله شيخنا يابه، ومتعنا والمسلمين به أجمعين، في صحة وعافية.

الاستاذ المعلوم المرابط





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلات الباركيين بغيرهم من تاشمش / الدكتور عبد الرحمن حمدي ابن عمر

ارتباط اسمي الجد ابن عمر بن محمود والخال محمد الامين بن أحمد خرشي بتجديد رسم كنابين جليلين من كتب الشمائل والسير

مقابر الشمال