من تكرار مراقي السعود __الحلقة السادسة والثمانون _

 

على قول العلامة سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم

وليس في الواجب من نوال ... عند انتفاء قصد الامتثال

فيما له النية لا تشترط ... وغير ما ذكرته فغلط

"يعني: أن الواجب الذي لا يتوقف صحة فعله على نية لا نوال فيه أي أجر إذا لم ينو فاعله ١حين التلبس به امتثال أمر الله تعالى وذلك كالإمامة في الصلاة والإنفاق على الزوجات والأقارب والدواب ورد المغصوب والودائع والعواري ودفع الديون فهي وإن وقعت واجبة مبرئة للذمة لا ثواب فيها. قاله القرافي في التنقيح. إلا مسألة الإمامة.) انتهى من النشر

وكلام القرافي الذي أشار إليه:"تنبيه ليس كل واجب يثاب على فعله ولا كل حرام يثاب على تركه أما الأول فكنفقات الزوجات والاقارب والدواب ورد المغصوب والودائع والديون والعواري فإنها واجبة فإذا فعلها الانسان غافلا عن امتثال أمر الله تعالى فيها وقعت واجبة مجزئة مبرئة للذمة ولا ثواب حينذ وأما الثاني فإن المحرمات يخرج الانسان عن عهدتها بمجرد تركها وإن لم يشعر بها فضلا عن القصد إليها حتى ينوي امتثال أمر الله تعالى فيها فلا ثواب حينذ نعم متى اقترن قصد الامتثال في الجميع حصل الثواب..."انتهى من التنقيح مع حاشية التوضيح والتصحيح/ج: 1/ص:78ـــ 79. ولم اره من شروحه من اورد كلام القرافي هذا مع ان سيدي عبد الله نظم منه فيما يبدو كما ترشد إليه إحالته عليه وكما تقدم نقله من النشر

(قوله:"من نوال" كان شيخنا العلامة محمد بن المحفوظ بن المختار فال رحمه الله يضبطه في تدريسه ب:"نوال" / بكسر الميم منشدا بيت ابن مالك في المصاذر:"لفاعل الفعال والمفاعله..."" ومثله الترك لما يحرم

من غير قصد ذا نعم مسلم

(يعني أن الواجب الذي لا تشرط فيه النية جعل الله تعلى ترك المنهي بقسميه مثله في عدم الأجر عند عدم قصد الامتثال والتقرب إليه بذلك الترك نعم فاعل ذلك مسلم من الإثم وإن لم يشعر به أصلًا وذا مضاف إليه إشارة للامتثال ومسلم بتشديد اللام المفتوحة ."انتهى من النشر

قلت ولعل الناظم عقد بقوله

ومثله الترك لما يحرم

إلخ قول القرافي ايضا:" إن المحرمات يخرج الانسان عن عهدتها بمجرد تركها وإن لم يشعر بها فضلا عن القصد إليها حتى ينوي امتثال أمر الله تعالى فيها فلا ثواب حينئذ نعم متى اقترن قصد الامتثال في الجميع حصل الثواب..."راجع التنقيح مع حاشية التوضيح والتصحيح/ج:1/ ص:78 ــــــ 79.ولم أر من شروح المراقي من جلب نص القرافي هذا.مع ماله من صلة بالبيت المتقدم وبما شرحه به الناظم في النشر بل إن بعض الشارحين إنما اقتصر على كلام القرافي في غير التنقيح

.والله تعالى أعلم.

عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر